أجر العمرة في شهر رمضان

تعتبر عمرة شهر رمضان من أهم مظاهر الشهر الكريم، فالمسلمون يتجهون إلى الأراضي المقدسة متلهفين لأداء مناسك العمرة اعتقادا منهم أنها تعادل حجة بل يعتقد الكثيرون أيضا أن عمرة رمضان واجبة عليهم وليست سنة فما هو أجر العمرة في شهر رمضان.

أجر العمرة في شهر رمضان

عن ابْن عَبَّاسٍ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ : ( مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا ؟ قَالَتْ : لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ [بعيران] ، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ [نسقي عليه] الأرض ، قَالَ : فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً ) وفي رواية لمسلم : ( حجة معي ) .

واختلف العلماء في تحصيل الفضيلة المذكورة في الحديث، فمنهم من قال إنها خاصة بالمرأة التي سألت النبي عليه السلام فقط، ومنهم من قال إنَّ الفضل يحصّله من نوى الحج وأراده ولكنه عجز عنه، ثمَّ عوّضه بعمرة في شهر رمضان، فاجتمع له بذلك نية الحج وأداء العمرة، فتحصّل أجر حجة تامة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، أما القول الثالث هو ما ذهب إليه العلماء في المذاهب الأربعة وغيرها من كون أنَّ الفضل يشمل كل من اعتمر في رمضان، وقد فعله الصحابة والتابعين والصالحين.

الفرق بين العمرة في شهر رمضان والحج

لا شك أن العمرة في شهر رمضان لا تجزئ عن حج الفريضة ، بمعنى أن من اعتمر في رمضان لم تبرأ ذمته من أداء الحج الواجب لله تعالى .
فالمقصود من الحديث إذًا التشبيه حيث أنها تعدل ثواب الحج لكن ليس من كل الاوجه، بل الحج أفضل من العمرة قطعاً فالحج ركنٌ من أركان الإسلام، والعمرةُ مختلفٌ في وجوبها، ومن المعلوم الثابت في الحديث الصحيح أن التقرب بالفرائض أحب إلى الله عز وجل من التقرب بغيرها، وقد ورد من النصوص في ثواب الحج، مالم يرد مثله في ثواب العمرة، فقال صلى الله عليه وسلم: ” والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. ” متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم:(العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة) .

غير أن عمل الحج فيه من الفضائل والمزايا والمكانة ما ليس في العمرة ، من دعاء بعرفة ورمي جمار وذبح نسك وغيرها ، فهما وإن تساويا في قدر الثواب من حيث الكم – يعني العدد – ، ولكنهما لا يتساويان في الكيف والنوع .

وهذا هو توجيه ابن تيمية حين تكلم عن الحديث الذي فيه أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ..

قال إسحاق بن راهويه :
” معنى هذا الحديث – يعني حديث ( العمرة في شهر رمضان تعدل حجة ) – مثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قرأ : قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن “.

تحصيل أجر العمرة في شهر رمضان

والعمرة تحصل بأداء مناسكها ولو لم يمكث المعتمر بعدها في مكة لكن من وفقه الله تعالى للبقاء بجوار بيته الحرام شهر رمضان ، أو ما يتيسر منه فقد مُنح نعمة عظيمة لا يقدر قدرها إلا الصالحون المشمرون الذين يدركون قيمة الأوقات الشريفة والأماكن الفاضلة .

إن وجود الإنسان بجوار بيت الله الحرام في هذه الأيام المباركة له أثر كبير في نشاط المسلم وعبادته وإقباله بالكلية على الله تعالى ، معرضاً عن الدنيا بجسمه وفكره حافظاً لوقته ، سهل عليه فعل الطاعة والإقبال على الصدقة والصلاة والذكر وتلاوة القرآن .

وقد جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام قول النبي صلى الله عليه وسلم ” صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه ، إلا المسجد الحرام “.

فضل رمضان في ذلك الأجر العظيم

وهذا كله من فضل الله تعالى ونعمه على عباده ، فقد صارت العمرة في شهر رمضان بمنزلة الحج في الثواب بانضمام رمضان إليها ، وهذا يدل على أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت ، والله تعالى منعم متفضل ، يتفضل بما شاء على من يشاء فيما شاء لا معقب لحكمه ولا راد لفضله .

قال صلى الله عليه وسلم: ” منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ. ” متفقٌ عَلَيْهِ. فنرجو من الله لمن يعتمر في هذا الشهر الكريم أن يُكتب له أجر الحج ويعود كيوم ولدته أمه خالياً من الذنوب.

Previous post
طريقة عمل شيش طاووق
Next post
أدعية لشهر رمضان

Leave a Reply