كيف ندخل في الصيام ؟
لا بد من عقد النية على الصيام للدخول في الصيام أيا كان نوع هذا الصيام فرضا كان أم نافلة .
والنية هي القصد ، ونوى المسلم الصيام أي قصد الصيام بامتناعه عن الطعام وغيره .
وجزاء كل عمل معقود بالنية لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ لِمَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ( متفق عليه )
وروى أصحاب السنن الأربعة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ” مَنْ لَمْ يَجْمَعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ ” ومعنى الحديث أي من لم يعزم الصيام فلا صيام له ؛ وعلى هذا تتعين النية قبل الصيام ..
أما عن دعاء نية الصوم فلم يرد عن النبيّ – صلى الله عليه وسلم – دعاءٌ مُعين لعقد النية ، إلا ما رواه الترمذي عن طلحة بن عبيد الله – رضي الله عنه – أن النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – كان يقول عند رؤية الهلال ” اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ” .
ومن الفقهاء من يرى أن تجديد النية كل ليلة واجب وأن يعيِّن الصائم صومه بأن يتلفظ بألفاظ تدل على ما نوى .
حكم النية قبل الصيام :
اختلف الفقهاء في حكم نية الصيام على رأيين :
الأول – وعليه الجمهور- من الحنفية والمالكية والحنابلة – أنها شرط لصحة الصيام ودليلهم حديث النبي الذي رواه الإمام البخاري – رحمه الله – : ” إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ …..” وأن العبادات مشروطة بالنية والصوم عبادة ، فالنية شرط من شروطه .
الثاني – وعليه الشافعية أن النية ركن من أركان الصيام ودليهلهم نفس الحديث .
كما اختلف الفقهاء في حكم الجهر بالنية على رأيين أيضا :
الأول – وعليه الجمهور – من الشافعية والحنابلة والحنفية – بأن الجهر بالنية من السنن المشروعة ويجب أن تصحب بعقدها في القلب .
الثاني – وعليه المالكية بترك الجهر بها ، لأن النية محلها القلب .
وتنقسم نية الصيام من اشتراطها قبل الصوم إلى نوعين :
الأول – صيام تجب النية قبله وهو الصيام الثابت في ذمة صاحبه ، مثل : صيام القضاء من رمضان و صيام النذر و صيام الكفارات و صيام النفل الذي فسد .
الثاني – صيام لا يلزم تعيين النية قبله و هو الصيام المحدد بزمن مثل صيام رمضان و صيام النذر المحدد بزمن معين له والنفل المحدد بزمن
أقوال الفقهاء حول وقت النية :
- الشافعية والحنابلة : يَرَون وجوب تبييت النية للفرض من الليل ، أما التطوع فتجوز فيه النية قبل الزوال .
- الحنفية : اشترطوا النية من الليل أو عند طلوع الفجر.أو بعد طلوعه للفرض والتطوع ،أما نية الصيام المتعلق بالذمة كالقضاء والكفارات فلا تصح بعد طلوع الفجر .
- المالكية : حددوا وقت النية من الغروب إلى طلوع الفجر للفرض والتطوع ، ولا تصح أن تكون النية قبل الغروب للتطوع فقط .
وخلاصة ما سبق - لا يصح الصوم بدون النية .
- النية محلها القلب .
- لا دعاء للنية .
- وقت النية من قبل الصوم إلى طلوع الفجر .
والله أعلى وأعلم