بعد ضعف حكام الدولة الأموية تطلع الجميع من أجل أن يأتي رجل يقوم بإعادة الأمة الإسلامية إلى الطريق الصحيح ورفع الظلم عن الأمة لذلك أعتقد البعض أن من يستطيع إصلاح الأمة هو رجل يرجع أصله من بني هاشم فتواصلوا مع أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية بن على بن أبي طالب والذي كان يعتبر في هذا الوقت مقيم في الشام بالقرب من مركز الخلافة الأموية ولكن وصل الخبر إلى الخليفة الأموي في هذا الوقت “سليمان بن عبد الملك” وعندما علم أبو هشام بهذا الخبر خشي على نفسه فذهب إلى عمه على السجاد بن عبد الله بن عباس بالحميمية في الشام وقبل وفاته قام بتوصية محمد بن على بن عبد الله بن عباس بأنه صاحب هذا الأمر هو وولده ثم توفى وكان في ذلك الوقت من يتولى الخلافة سليمان بن عبد الملك وكان ذلك في عام 99هـ
بداية نشأة الدولة العباسية
بعد تلك الوصية قام محمد العباسي بتجميع الدعاة من أجل التشهير بالدولة الأموية وانتقادها وإظهار عيوبها كما كانوا يدعون أن من أجل إصلاح الدولة الإسلامية يجب أن يتولى الحكم أحد رجال أل البيت لاقت تلك الدعاوى صدى لدى الناس وبعد وفاة محمد بن عبد الله بن عباس عام 124هـ أوصى ابنه إبراهيم وكان لقبه إبراهيم بمواصلة مسيرة أبيه
قبل هذا الوقت لم تكن تأخذ شكل منظم ولكن بعد تولى إبراهيم الملقب بالإمام أصبحت منظمة حيث تولى أبو مسلم الخراساني أمر رئاسة الدعوى كما كلفه أن يقوم بالجهر بالدعوة لقيام الدولة العباسية كما جعل خراسان قاعدة من أجل الانطلاق بقواته ضد البيت الأموي
انتقال الخلافة إلى العباسيين
بعد الاتفاق على الجهر بالدعوة إلى قيام الدولة العباسية وكان ذلك أثناء تولى مروان بن محمد الخلافة حيث إنه يعتبر آخر الخلفاء الأمويين
في ذلك الوقت دخل أبو مسلم إلى مدينة مرو والتي كانت في ذلك الوقت عاصمة خراسان وكاد أن يستحوذ عليها ولكن لم يستطيع ثم قام نصر بن سيار بالاستنجاد بمروان بن محمد من أجل يبعث له بالمدد في مواجهة أو مسلم وقام بتنبيه من أجل الخطر القادم
وبسبب الصراعات بين الأمويين وأنصارهم في الشام واختلاف زعماء الأمويين فيما بينهم لم يسمعوا إلى نداء والي خراسان وعندما وصل الخبر إلى أبو مسلم قام بجمع العرب وذهب مرة أخرى إلى خراسان وفي تلك المرة استطاع أن يقوم بالاستيلاء على مرو وهرب منها الوالي نصر بن سيار وذلك في عام 130 هـ
والجدير بالذكر أن أبو مسلم استمر في فتح باقي المدن مثل “سمرقند، طخارستان ، الطبسين” حتى وصل إلى أن يبسط نفوذه على جميع خراسان وكان كلما فتح بلدة أخذ البيعة من أهلها للإمام على كتاب الله وسنة رسوله
كانوا الأمويين في ذلك الوقت لا يعلمون شيًا عن الدعوة العباسية ولكن عندما وصل لمروان بن عبد الملك كتاب إبراهيم العباسي والذي كان يحتوي بداخله التعليمات الخاصة بالدعاة والخطط والتنظيم الخاص بهم ألقى القبض على إبراهيم بن محمد حيث كان يسكن الحميمية إلى أن توفاه الله وذلك أثناء حكم المروان بن محمد
بعد القبض على إبراهيم العباسي علم أن أنصاره اقتربوا من فتح الكوفة أوصى أخيه أبي العباس بالتوجه إلى أنصارهم هو وأهل بيته حتى يكون بمأمن من بطش الأمويين
وبعد وصول بني العباس إلى الكوفة تم أخذ المبايعة وتوجه أبو العباس إلى داخل مسجد الكوفة حيث تمت مبايعته بالخلافة وذلك في الثاني عشر من ربيع الأول عام 132 هـ
ظهور الدولة العباسية وانتهاء الدولة الأموية
عام 132 هـ هو العام الشاهد على غروب شمس وظهور أخرى غربت شمس الأمويين وبزغت شمس العباسيين المعركة الحاسمة التي جرت أحداثها على ضفاف نهر الزاب الأعلى بين قائد جيش العباسيين عبد الله بن على و بين جيش الأمويين مروان بن محمد حيث استطاع جيش العباسيين من قهر جيش الأمويين في تلك المعركة والتي انتهت بها فترة خلافة الأمويين وهروب مروان بن محمد حتى تم قتلة بعد 8 شهور من هروبه في صعيد مصر