حكم الصلاة خلف المذياع أو التليفزيون

انتشر في الآونة الأخيرة فيروس فتّاك يعرف باسم كورونا أو كوفيد 19 ، واتُّخذت في بلاد العالم إجراءات احترازية للتقليل من انتشار هذا الوباء الفتّاك ، كان من بين هذه الإجراءات الاحترازية  إغلاق كثير من الدول الإسلامية للمساجد منعا للتجمعات البشرية التي تعتبر السبب الرئيس لانتشار الوباء الفتاك ؛ وأصبح الناس يصلون في البيوت فُرادى أو جماعات ، لذا ظهر تساؤل يطرحه كثير من المسلمين ، ألا وهو : هل يجوز الصلاة خلف شيخ يصلي في التلفاز أو على موجات الأثير ( الراديو) ؟

ونرصد لكم ردا على هذا التساؤل بعض الفتاوى في هذا الموضوع :

أفتت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في مصر بقولها : ” إن ما يدعو إليها بعض الناس  بأن نصلي خلف التلفاز أو المذياع تُناقِض مقصود الشارع وهو لقاء المسلمين في مكان واحد لقاء حقيقياً وليس لقاءً افتراضياً ، وقد اشتراط الفقهاء الاتصال المكاني لصحة اقتداء المأموم بالإمام في الجماعات  بأن يكون كل منهما في مكان واحد”

والفتوى السابقة توجب أن يكون الإمام والمأموم في حيز مكاني واحد لا يفصلهما شيء ، ولا تبعد المسافة بينهما .

وأضافت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف : أنه جاء في كتاب بدائع الصنائع في الفقه الحنفي حول صحة صلاة الجماعة : “ومنها- اتحاد مكان الإمام والمأموم، ولأن الاقتداء يقتضي التبعية في الصلاة، والمكان من لوازم الصلاة فيقتضي التبعية في المكان ضرورة، وعند اختلاف المكان تنعدم التبعية في المكان فتنعدم التبعية في الصلاة لانعدام لازمها”

وجاء حاشية الجمل في الفقه الشافعي:” وثالثها: اجتماعهما أي الإمام والمأموم بمكان.. فإن كانا بمسجد صح الاقتداء، وإن بعدت مسافة، وحالت أبنية كبئر وسطح.. لَمْ يَصِحَّ الِاقْتِدَاءُ إذْ الْحَيْلُولَةُ بِذَلِكَ تَمْنَعُ الِاجْتِمَاعَ”.

وعليه فلا تصح الصلاة خلف شيخ يصلي في التلفاز أو المذياع أو عبر وسائل الاتصالات الحديثة كالانترنت ، ومن يصلي هذه الصلاة فصلاته باطلة ؛ لعدم الاتصال بين الإمام والمأموم .

فلا يجوز أن يصلي الناس خلف التلفاز، والواجب أن الصلاة تكون الجماعة في المساجد ولا صلاة في البيت ؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم” قال:  ” من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر.”
وإذا تعذرت الصلاة في المسجد لانتشار وباء أو قيام حرب أو كارثة طبيعية فلا تصح الصلاة خلف المذياع ؛ لعلة عدم اتصال الصفوف. وهذا القولُ هو الصَّحيحُ، وبه ينتفي ما أفتى به بعضُ المعاصرين مِن أنَّه يجوز الاقتداءُ بالإِمامِ خلفَ المِذياعِ بحجة أنه يشاركك في هذه الصَّلاةِ آلاف النَّاس وعليه فالتجمع يكون أكبر .
ولكن؛ هذا القولُ لا شَكَّ أنَّه قولٌ باطلٌ؛ لأنه يؤدِّي إلى إبطالِ صلاةِ الجماعةِ أو الجُمعة لأن التجمع فيه غير حقيقي .

Previous post
طريقة عمل اللحسه بالجبن
Next post
شكشوكة بالجبن السائل