قبل خروج الدجال وقرب نزول عيسى بن مريم سوف يخرج المهدي عندما يقع اختلاف بين الناس بعد موت أحد الحكام ، فيبايعه الناس ويقوم بينهم بالعدل سبع سنوات وينزل في زمنه عيسى بن مريم .
أما ما يدعيه الشيعة بأنه سوف يخرج من السرداب ، فهذا كلام لا أصل له من الصحة وإنما هو من خرافاتهم التي لا تنتهي .
أما الذي جاءت به الأحاديث الصحيحة فإنه يخرج من بيت النبوة اسمه كاسمه ( صلى الله عليه وسلم ) واسم أبيه كاسم أبي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يملأ الأرض عدلا بعد أن مُلِئت ظلما .
علامات ظهور المهدي المنتظر
وقد امتلأت الصفحات بذكر صفات المهدي المنتظر الذي تحدثت بظهوره أحاديث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وذكرت الكتب علامات تسبق ظهوره ، نسرد بعضها في السطور القليلة القادمة :
- ظهور الملك الجبري ، حيث يصل الحكام إلى الملك بالقتال والسلاح وسفك الدماء وقتل الأرواح وإجبار الناس على الخضوع ، وهذا ما نراه في عالمنا من حروب ومحاولة إخضاع الشعوب للملك بالجبر والقهر .
- ظلم يقع بالمسلمين في كافة أنحاء الأرض ، من قبل الحكومات التي تحكمهم مسلمة كانت أو غير مسلمة ، وتعرضهم للجور والقهر ، والقتل والتعذيب والاضطهاد ، فتضيق بهم بلادهم .
- تعرض بلاد العراق والشام للاضطرابات والفتن والحصار العسكري والاقتصادي فيضيق بهم الحال ويكثر فيهم البؤس والفاقة ، ويسود الظلم وينتشر الفساد .
- سقوط فلسطين في قبضة اليهود الصهاينة المغتصبين للأرض ، وتكون نهايتهم علي أيدى المسلمين ،ينتصرون عليهم ويطاردونهم حتى يخرجوهم من أرض فلسطين، وهذا ما روي في سنة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) :”لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي ، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ “
- ظهور الفتن في بلاد عربية كثيرة ، فتهدر فيها الدماء وتزهق فيها الأرواح
- انحسار نهر الفرات عن جبل من الذهب
- ظهور أصحاب الرايات السوداء الذين يقومون بنصرة المهدي المنتظر ،وتمكينه لحكم المسلمين
- موت أحد الحكام ، فتحدث فتنة بين الناس يتحاربون على الحكم ، فيخرج المهدي من المدينة إلى مكة فيقبل عليه الناس ويبايعونه بين الحجر والمقام ويسير إليه أحد حكام الشام بجيش لمحاربته فيخسف الله به الأرض .
- تصبح القدس عاصمة لبلاد المسلمين ويصبح المهدي المنتظر أول خلفائها
- ظهور حاكم مستبد تدور حروب بينه بين المهدي المنتظر
هذا أما عن اهتمامنا بهذه العلامات وانشغالنا بها فلا طائل من ورائه ، لأنه يلهينا عن سنة الله في الأرض وهي إقامة الحياة فيها .
سؤال عن ظهور المهدي
وسؤال يطرح نفسه ، هل معنى ظهور هذه العلامات أنه قد حان ظهور المهدي المنتظر ؟
الإجابة : هذا لا يعنينا في شيء من قريب أو بعيد ، فالقرب شيء نسبي قد تكون العشر سنوات بالنسبة لشخص قريبة وتكون بالنسبة لشخص آخر بعيدة والقرب الزمني بالنسبة لعمر الحياة على الأرض لا يحيط به الإنسان علما ، فالله ( سبحانه) قال في القرآن منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان : ” اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ” ومعنى اقتربت الساعة هنا اقترابها اقترابا حسب مقاييس الزمن الإلهي وليس حسب مقاييس الزمن البشري.
لذا وجب على المسلم أن يستعد للقاء ربه بالعمل الصالح لا بشغل نفسه بالغيبيات التي لا يعلمها إلا الله.
يستعد بذكر ربه والإخلاص في عبادته والبعد عن معصيته (سبحانه وتعالى ) يخضع له ويخشع ويذل ، يتقي ربه ليرضى الله عنه .
هذا والله أعلى وأعلم
فإن كان من توفيق فمن الله وإن كان من خطإ فمن نفسي ومن الشيطان
إن كان خيرا فالحمد لله وإن كان غير ذلك ، فأستغفر الله.
