الصلاة هي وسيلة الصلة بين العبد وربه، فليس للصلاة عمل إلا أنّها تقربنا من حضرة الله – عز وجل – فالصلاة عمود الدين وهي أول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة, نذكر لكم بالمختصر المفيد متى وكيف فرضت الصلوات الخمس.
قال رسول الله : « أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله ».
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: « رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ».
متى وكيف فرضت الصلوات الخمس
فرض الله تعالى الصلوات الخمس على رسوله في السنة الثانية قبل الهجرة أثناء رحلة الإسراء والمعراج حين عُرج به إلى السماوات العلا في صحبة جبريل – عليه السلام – وهناك رأي جميع الأنبياء صلوات الله عليهم فقد رأي سيدنا موسى وعيسى وإدريس وإبراهيم – عليهم جميعًا السلام – وبعدها إلتقى بالله – عز وجل – ففرض عليه الصلاة وكانت في بداية الأمر خمسين صلاة.
وحدثنا النبي عن ما حدث أثناء فرض الصلوات الخمس في المعراج فقال: ( فَرَضَ اللَّهُ عز و جل عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً قَالَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قُلْتُ وَضَعَ شَطْرَهَا فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ) فرجع رسول الله
إلى موسى فقال له راجع ربك فقال النبي استحيت من ربي ثم انطلق به جبريل – عليه السلام – حتى انتهى به المطاف إلى سدرة المنتهى في الجنة.
وهكذا فرضت الصلوات على الرسول ، ومن حيث عدد الركعات فقد فُرضت الصلاة ركعتين ركعتين في مكة المكرمة.
وزاد النبي ركعتين على صلاة الظهر وركعتين على صلاة العصر وركعتين على صلاة العشاء ما عدا صلاة الفجر ظلت كما هي ركعتين بسبب طول قراءة القرآن فيها وبقيت صلاة المغرب ثلاث ركعات ” صلاة وتر ” وذلك عندما هاجر النبي
إلى المدينة المنورة.
وبذلك أصبحت الخمسون صلاة خمس صلوات وذلك تسهيلًا على أمة النبي محمد فلو كانت خمسين صلاة لتكاسل الكثير عن أدائها، ولكانت مرهقة للبعض.
قصر الصلاة
ما تم أثناء فرض الصلوات الخمس يبرهن أن الإسلام دين يُسر وليس عُسر فقد قال الله تعالى: (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلَاةِ).
فيجوز قصر الصلاة ركعتين لكل من صلاة الظهر والعصر والعشاء في حالة السفر، بينما لا يمكن القصر في صلاتَي الفجر والمغرب.
الصلاة قبل الإسراء والمعراج
الصلاة كانت مفروضة قبل ليلة الإسراء، وكانت تُصلى ركعتين في أول النهار وركعتين في آخره.
وذلك ما جاء في حديث شريف عن عائشة -رضي الله عنه- قالت: “فُرِضَتِ الصلاةُ ركعتينِ ركعتينِ، في الحضرِ والسفرِ، فأُقِرَّتْ صلاةُ السفرِ، وزِيدَ في صلاةِ الحضرِ”.
على من فرضت الصلاة
فرضت الصلاة على كل مسلم، بالغ، عاقل، من ذكر أو أنثى، فالمسلم ضده الكافر، والكافر لا تجب عليه الصلاة، والبالغ وهو الذي حصل على واحدة من علامات البلوغ، والعاقل ضده المجنون، الذي لا عقل له أو وصل إلى حد فقد التمييز.
متى تسقط الصلاة عن الفرد
لا عذر لمن لا يترك الصلاة، أو يسهى عنها، أو يتأخر في أدائها، فهي عمود الدين وهي ركن لا يسقط عن الفرد إلا في حالة الحيض والنفاس عند المرأة، ولا يسقط عن أي رجل بالغ عاقل.
الصلاة كنز من حافظ عليه حفظه الله ومن ضيعه ضيعه الله، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله تعالى شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى…)
ويقول الله تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [سورة البينة].
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [سورة هود].
﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [سورة المائدة].