حكم قراءة الحائض والنفساء والجُنب للقرآن .
أولا الحائض والنفساء, لبيان الحكم نفرق بين أمرين هما :
أولا- القراءة عن ظهر قلب ( بدون مصحف ) . ثانيا- القراءة من المصحف .
أولا – القراءة عن ظهر قلب ( بدون مصحف )
يرى الجمهور حرمة قراءة الحائض للقرآن حتى تَطْهُر إلا إذا كان ذلك على سبيل الدعاء ، مثل : قوله – تعالى- (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ) أو على سبيل الذكر ، مثل قوله – تعالى- ( إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ) .
والدليل على ذلك عندهم ما يلي :
1ـ الحائض في حكم الجنب ، كلاهما عليه الغسل ؛ لحديث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يعلمهم القرآن ، وكانَ لا يَحْجِزُهُ شَيْء عَنِ القُرْآنِ إلا الجَنَاَبَة . ( حديث حسن صحيح )
2ـ وحديث عبدالله بن عمرَ – رضي الله عنهما – أن النبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قال : “لا تقرأ الحائض ولا الجُنُبُ شيئا من القرآن ” ( حديث ضعيف )
ورأى الإمام مالك – رحمه الله – ، والإمام أحمد – رحمه الله – في رواية : أنه يجوز للحائض والنفساء أن تقرأ القرآن ، واختار ابن تيمية – رحمه الله – هذا الرأي .
واستند هؤلاء على ما يلي :
1ـ لا توجد نصوص صريحة تمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن .
2ـ وعد اللهُ قارئَ القرآن بالثواب الجزيل ، ولا يُحرَم من هذا الثواب إلا مَن ثَبُتَ في حقه الدليل .
3ـ لا يَصحُّ قياس الحائض على الجنب ، لأن الجُنبَ باختياره كما أن مُدة الجنابة قصيرة ، أما الحيض فليس اختياريا كما أن مدته تطول وتصل إلى أيام .
4ـ منع الحائض من القراءة يَحرمَها من الأجر ويُعرضها لنسيان القرآن كما أنها قد تحتاج إليه في التعليم أو التعلُّم .
وعليه يجوز للحائض والنُّفَساء أن تقرآ من القرآن ما تحفظانه أو من الهاتف ، والدليل على ذلك قول النبي – صلى الله عليه وسلم – لأم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – عندما حاضت ” افعلي ما يفعله الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت”
فلم يأمرها بعدم قراءة القرآن ، وهذا دليل على إباحة القراءة .
ثانيا – القراءة من المصحف .
يرى الجمهور أن المحدث حدثا أكبر( الحائض والنفساء والجنب ) يحرم عليه مس المصحف واستندوا في ذلك على كتاب عمرو بن حزم الذي كتبه رسول الله – صلى اله عليه وسلم – إلى أهل اليمن ، وجاء فيه ” .. ألا يمس القرآنَ إلا طاهر ..”( رواه مالك والنَّسائي وابن حبان والبيهقي )
وعليه ،،،
يكون على الحائض أو النفساء إذا أرادت مس المصحف أن تمسه بشيء منفصل عنه كالقفاز أو قطعة من القماش أو أن تقلب أوراقه بقلم أو ما شابهه .
والله أعلى وأعلم .